هل ستحررنا الربوتات من عبودية العمل؟
سؤال عميق ومحوري: هل ستحررنا الروبوتات من عبودية العمل؟
الإجابة تعتمد على من نكون “نحن”، ومن يملك الروبوتات، وكيف يُعاد توزيع القيمة الناتجة عن عملها.
1. نعم، ممكن نظريًا
في أفضل السيناريوهات، الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكن أن:
- تؤدي الأعمال الشاقة والخطيرة والمتكررة.
- تقلل ساعات العمل المطلوبة من البشر.
- تتيح لنا وقتًا أطول للإبداع، والتعليم، والراحة، والعلاقات الاجتماعية.
- تخلق اقتصادًا أكثر إنتاجية، حيث يُعاد توزيع الثروة بطريقة عادلة.
هذا هو الحلم الذي روّج له بعض المفكرين منذ القرن العشرين: التحرر من “الكدح” اليومي.
2. لكن… الواقع قد يكون مختلفًا
التكنولوجيا ليست محايدة، بل تُستخدم ضمن نظام اقتصادي وسياسي محدد.
- إذا احتكر النخبة أو الشركات الكبرى الروبوتات، فقد يُسرّح الناس من العمل دون بدائل أو دخل.
- يمكن أن تُستخدم الروبوتات لتكثيف الاستغلال بدلًا من إنهائه (مثلاً: المراقبة، ضغط الإنتاج).
- بدون تغييرات في سياسات التوزيع (مثل الدخل الأساسي الشامل أو تقليل ساعات العمل رسميًا)، فقد يزداد التفاوت الطبقي.
3. متى تصبح الروبوتات “محرِّرة”؟
لكي تُحررنا، يجب أن يصاحب انتشارها:
- تحول اجتماعي في مفاهيم العمل والقيمة والوقت.
- إرادة سياسية لتوزيع الثروة بعدل.
- أنظمة تعليمية وثقافية تساعد البشر على التكيف مع دورهم الجديد.
خلاصة:
الروبوتات يمكن أن تحررنا من عبودية العمل، لكن هذا لن يحدث تلقائيًا.
المطلوب ليس فقط “تطور الآلة”، بل “تطور في كيفية استخدامنا لها كجماعة بشرية”.